(Array|find{1780}|oui)

المجاهدة والمناضلة أم مصطفى في ذمة الله

رحلت أم مصطفى
يا أم مصطفى، أطالع اليوم و بأسى عميق خبر رحيلك،
نعم ، رحلت يا أم مصطفى، صعدت روحك إلى السماء …
فياروح خاطبينا و قولي كم أفنت هذه الأم في البحث عن إبنها المفقود غدرا، كم من باب طرقته، كم من رسالة أرسلتها ، كم من دمعة أرقتها … وكم … وكم …
ماذا نقول في رحيلك يا أم مصطفى ؟! ماذا سنقول لمصطفى حين يعود ؟!
ليس من السهل علي أن أرثيك كأحد الذين عاشروك، و ناضلوا معك في زمن الظلم، العنف، و الإهانة من قبل قوات هذا النظام الظالم ،
ليس من السهل أن نرثيك في وقت مازلنا نناضل فيه من أجل مصير المفقودين ،
ليس من السهل أن نرثيك في زمن مازال فيه الظلم ،القمع و الاستبداد تطال أبناء هذا الوطن،
ليس من السهل أن نرثيك في نفق مسدود و مظلم وضع فيه مصير بلد بأكملها،
ها قد رحلت، دون أن نخبرك أين مصطفى، رحلتي دون أن تضميه ، دون أن تلمسيه ، دون أن تطمئني عليه …
أنت التي جاهدت مرتين، ناضلت ضد الإستعمار و ضد هذا النظام الظالم بكل شجاعة و بروح المثابرة.
رحلتي ، و تبقى ذكراك عطر في الجوانح، و نبقى نعيش مع الذكريات العديدة التي جمعتنا لسنوات،
كنا نجالسك و لا نمل من حديثك، لازلت أتذكر إبتسامتك في كل مرة كنت أطالب فيها حقي في فهم حديثكم الذي كان يدور باللغة الأمازيغية، أنت التي كنت لا تجيدن غير هاته اللغة، جاهدة كنت تحاولين الترجمة، فتعجزين ، تنظرين إلي مطولا ، تبتسمين و تحضنيني … حينها كان حضنك تفسيرا لكل كلمة لم أفهمها ..
رحلت، و بقيت روحك متواجدة في كل واحد منا، فلا الكلمات و لا المشاعر توفيك حقك، رحلت ، لتلتحقي بآمهات و آباء المفقودين الذين سبقوك …
أخبري خالتي خديجة، خالتي فتيحة، عمي العربي و غيرهم بأننا نعاهدهم الإلتزام بالمبادئ التي أقسمنا عليها ، بأننا لا زلنا نناضل و نبحث عن المفقودين ..
أخبريهم بأن عائلات المفقودين مازالت تهان، و تعنف،
أخبريهم بأن رسائلهم مازالت ترسل دون أي رد،
أخبريهم أن تجمعاتهم مازالت تمنع،
أخبريهم أن لا شيئ تغير ، مازلنا نعيش تحت ظل نفس النظام الظالم .. و مازال بوتفليقة رئيسا ..
أخبريهم بأننا نفتقدهم كثيرا … و سوف نفتقدك أكثر …

راضية بوديسة
www.tariqnews.com