(Array|find{1796}|oui)

نداء منظمات المجتمع المدني: تجند- تعقل- تغییر

طيلة سنوات عديدة تفنن النظام الحاكم في منع الحريات والتضييق عليها، فمارس القمع على نطاق واسع وأغلق جميع فضاءات التنظيم، والتعبير الحروالتظاهر السلمي على الجزائريين والجزائريات، كما عطّل كافةآليات الوساطة الاجتماعية، أضعف جمعيات المجتمع المدني، وهمّش النقابات والأحزاب السياسية.ولم تسلم من هذا التحطيم الممنهج أية شريحة من المجتمع لا نساء ولا شباب ولا عاطلين عن العمل ولا عمال ولا أطباء ولا صحفيين ولا حراڨة ...الخ

ان هذا النهج الاضطهادي الذي قذف بالجزائر نحو المجهول، لم يفلح في تيئيس الجزائريات والجزائريين، حيث استطاعوا وبكل عزم وتحد أن يحافظوا على أشكال مختلفة من التنظيم والتعبير السلمي المطلبي التي تحمل في باطنها ضميرا جماعيا يقظا وأصيلا.

ففي الوقت الذي كان المتتبعون للشأن الجزائري يجزمون بأن الشعب الجزائري أصابه اليأس وقهره الاضطهاد وسلّم نفسه للأمر الواقع، عاد الأمل في يوم 22 فبراير 2019 حيث خرج عشرات الآلاف من الجزائريات والجزائريين عبر مختلف ولايات الوطن تعبيرا عن سخطهم ورفضهم العهدة الخامسة والنظام برمته.

وعليه، نحن منظمات المجتمع المدني الموقعة على هذا النداء، نحيي هده الهبة السلمية الشاملة التي تمثل لامحالة تحولا نوعيا لصالح طموح الشعب الجزائري في تحقيق التغيير الديمقراطي والسلمي المأمول ونعبّر عن تضامننا المطلق مع هذا الحراك الشعبي كما نندد بكل أشكال القمع التي تستهدفه.

من المؤكد أن هذا الحراك الشعبي يتنامى يوما بعد يوم ويشمل جميع شرائح المجتمع حيث ستقام مسيرات حاشدة يوم 1 مارس 2019 عبر جميع مناطق الوطن، ولذلك، فإننا:
- نعلن عن انخراطنا التام في هذا الحراك ونؤكد على طابعه السلمي، كما ندعو الى اليقظة التامّة ضد أية محاولة لإخراجه عن مساره السلمي أو الالتفاف عليه لاسترجاعه لصالح أطراف لا علاقة لها بمطالب الجماهير.

كما نذكّر أنه من مسؤولية السلطات العمومية ضمان حق التعبير والتظاهر السلمي لكافة المواطنين والمواطنات وكذلك السهر على تجنب أي استفزاز أو مناورة من أي طرف كان.

فأمام هذا الوضع الحساس، تنادي المنظمات الموقعة أدناه الى تجند وتفاعل كل القوى الحية من
أجل مرافقة هذا الحراك السلمي ورعايته.

من جهة أخرى، تعتبرمنظماتنا أن الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها يوم 18أفريل 2019 لا ولن تشكل مخرجا مناسبا للأزمة وأن الإصرار عليها في الظروف الحالية قد يشكل خطرا حاداعلى الوطن والشعب.

إن بعث مسار التغيير الديمقراطي السلمي التوافقي والتشاركي أضحى ضرورة تاريخية،فهو وحده الكفيل بصيانة كل الحريات الفردية والجماعية للجزائريات والجزائريين.
في الأخير، تبادر المنظمات الموقعة أدناه بإطلاق مشاورات مع جميع الفاعلين من تنظيمات مواطناتية، منظمات المجتمع المدني وأحزاب سياسية بغية بناء موقف توافقي واسع يخرج البلاد من المأزق ويضعها على سكة المرحلة الجديدة.

الجزائر في 27 فبراير 2019
الموقعون
جزائرنا
النساء الجزائريات المطالبات بحقوقهن FARD
الرابطة الجزائرية لحقوق الانسان
الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان زهوان/ بن يسعد
جمعية راج
اس اواس مفقودين
ثروى فاطمة نسومر