(Array|find{254}|oui)
13 كانون الثاني (يناير) 2010
اعتبر رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، مصطفى بوشاشي، أن الجزائر لا تملك للرد على قرار السلطات الأمريكية بإدراج الجزائر في قائمة الدول الخطرة وتعريض رعاياها لإجراءات تفتيشية خاصة سوى استدعاء السفير للتعبير عن احتجاجها الشديد، وهو إجراء دبلوماسي عادي تلجأ إليه الدول للتعبير عن استنكارها لموقف ما·
وبرر مصطفى بوشاشي تقديره بأن العلاقة بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية غير متكافئة، والجزائر ليس لديها خيارات أخرى للرد على قرار الإدارة الأمريكية بإدراج الرعايا الجزائريين ضمن قائمة الدول التي سيتم إخضاع مواطنيها لإجراءات مراقبة خاصة للمسافرين نحو أو من نقاط الدخول الجوية الأمريكية بالنظر إلى نوع العلاقة بين الدولتين·
وأضاف المتحدث، في اتصال مع ’’الفجر’’، أمس، أن الولايات المتحدة الأمريكية أو أية دولة أخرى من حقها أن تضع الإجراءات الكفيلة بالمحافظة على أمنها وأمن مواطنيها، ولكن ليس على أساس الانتقائية والتفرقة بين رعايا دولة وأخرى، والتفرقة ليس لأن هؤلاء المسافرين قد قاموا بأعمال إرهابية ولكن لأنهم ينتمون إلى دولة معينة·
من جهتها، اعتبرت حركة مجتمع السلم أن لجوء وزارة الشؤون الخارجية إلى استدعاء السفير الأمريكي بالجزائر، ديفيد بيرس، إجراءً جيدا، ورأت على لسان المكلف بالإعلام، محمد جمعة، أنه من الأنسب الاعتماد على المعاملة بالمثل، مثلما ترتكز عليه السياسة الخارجية للجزائر، وذلك في حال أصرت الولايات المتحدة الأمريكية على رأيها وطبقت قرار إخضاع الرعايا الجزائريين لمراقبة خاصة في رحلاتهم نحو أمريكا·
وذكر المتحدث، في تصريح لـ ’’الفجر’’، بموقف الحركة من قرار الإدارة الأمريكية بشأن إخضاع الجزائريين ورعايا 13 دولة أخرى أغلبها عربية مسلمة، لتفتيش دقيق، حيث اعتبرت حمس أن هذا القرار تمييزي وعنصري، ودعت الحكومة إلى المعاملة بالمثل، مثلما تقتضيه السياسة الخارجية للجزائر· وتأتي هذه المواقف الواضحة لتدعم وتعزز مبررات استدعاء وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، أول أمس، سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر، ديفيد بيرس، لإبلاغه الاحتجاج الشديد للحكومة الجزائرية على قرار السلطات الأمريكية القاضي بإدراج الرعايا الجزائريين ضمن قائمة الدول التي سيتم إخضاع مواطنيها لإجراءات مراقبة خاصة نحو أو من نقاط الدخول الجوية الأمريكية، واعتبرت الجزائر أن هذا الإجراء مؤسف وتمييزي وغير مبرر بالنظر إلى جهود الجزائر والتزامها بمكافحة الإرهاب، خاصة وأن واشنطن والجزائر يؤكدان مدى جودة التعاون في هذا المجال، وهو ما أكدته تصريحات مسؤول ’’أفريكوم’’ خلال زيارته للجزائر، إلى جانب تصريحات وزير الخارجية الأمريكية خلال زيارة وزير الخارجية مراد مدلسي إلى واشنطن·
وأشارت الخارجية في بيانها إلى أن قرار استدعاء السفير الأمريكي جاء بعد مساع تمت مباشرتها من طرف سفير الجزائر في واشنطن، عبد الله باعلي، والإدارة المركزية مع السلطات الأمريكية للوصول إلى معالجة تحافظ على المصداقية والثقة المتبادلة بين البلدين، قبل اللجوء إلى مثل هذا الإجراء الدبلوماسي، المتعارف عليه في تقاليد التواصل بين الدول·
نسيمة عجاج
الفجر 13-01-2010