(Array|find{1953}|oui)

بيان: حرياتنا مهددة، فلنناضل من أجل حمايتها

مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في 12 جوان القادم، تتدهور أوضاع الحريات وحقوق الإنسان بشكل خطير، إذ اختار المتحكمين في السلطة الرد الاستبدادي لإسكات جميع الأصوات المعارضة التي تتحدى هذا النظام الاستبدادي الذي يريد تمرير بالقوة الانتخابات المقبلة. كل يوم نشهد انتهاكات جسيمة وخطيرة لحريات التعبير والتجمع والتظاهر وتكوين الجمعيات، فضلاً عن التنفيذ الممنهج لإجراءات غير قانونية لتقييد مساحات الحرية النادرة التي انتزعها الجزائريون على مدى العقود الماضية.

الوضع العام مقل للغاية، أكثر من 200 من معتقلي الرأي يقبعون في سجون النظام ومئات المواطنين ضحايا مضايقات الشرطة والقضاء، من بينهم حتى هيئة المحامين، لأنهم عبروا فقط عن رأيهم ومساندتهم والتزامهم داخل الحراك، صحفي وهو رابح كاريش، يُسجن بسبب كتاباته، ويتم التعامل مع عشرات الصحفيين ووسائل الإعلام بخشونة من خلال الإجراءات القانونية والبيروقراطية من أجل تكميم أفواههم، أصبحت الأحزاب والجمعيات السياسية المعتمدة وفقًا للقانون مهددة الآن بالحل، مرة أخرى وبهدف زيادة تقييد مساحات المشاركة السياسية والمدنية، يتم عزل قاضٍ وقضاة تم شطبهم أومعاقبتهم ، كما يتم تعديل قانون العقوبات على نحو خبيث لممارسة المزيد من السيطرة على المجتمع. إن استغلال "جريمة الإرهاب" ، بشكل غير متناسب مع الواقع أصبح الآن هواية تمارسها السلطات علانية.

كل هذه الحقائق تظهر خطورة الوضع على صعيد الحريات وحقوق الإنسان، هذا القمع الشرس هو خيار لحكم استبدادي، يتحمله ويطالب به النظام، وهو يعكس اندفاعًا حقيقيًا متهورًا لوضع حد للحراك الشعبي للمواطنين.

ترفض وتحتج الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان على سياسة الإرهاب هذه وتعتبر أن محاكمات المواطنين غير عادلة وتنتج عنها قناعات تتعارض مع روح الدستور ومبادئ حقوق الإنسان التي كفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صادقت عليه الدولة الجزائرية.

تعبر الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان عن دعمها ومساندتها لمعتقلي الرأي وتدعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنهم وإعادة تأهيلهم بشكل كامل، كما تعرب عن تضامنها الكامل مع جمعية راج والأحزاب السياسية حزب العمال الاشتراكي وحزب الاتحاد من أجل الرقي والتغيير، الذين يتعرضون لمضايقات الإدارة من أجل استبعادها من ميدان النضال السلمي من أجل التغيير الديمقراطي.

تدعو الرابطة جميع القوى الحية للأمة إلى التعبئة الدائمة والسلمية للدفاع عن الحريات واحترام حقوق الإنسان، كرامة الجزائريات والجزائريين لا يمكن فصلها عن فعالية حرياتهم.

حرياتنا مهددة، فلنحميها.

الجزائر العاصمة في 2 جوان 2021