(Array|find{809}|oui)

مناضلون من مصر وتونس والمغرب وسوريا يشرحون الثورات العربية في وهران:

تلقت التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية لوهران، الترخيص لعقد التجمع الذي تقدمت بطلبه من مصالح الولاية في نفس يوم انعقاده، على الساعة الحادية عشر صباحا، وهو ما مكن الأستاذ مصطفى بوشاشي، من التنقل إلى وهران رفقة ضيفيه، المغربي والسوري، بعد منع مصالح ولاية الجزائر عقد الندوة التي دعت إليها الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان حول الفساد.

كان حضور مصالح الأمن، زوال الخميس الماضي، كالعادة لافتا في محيط قاعة سينما السعادة التي احتضنت التجمع الذي دعت إليه تنسيقية التغيير والديمقراطية، بوسط مدينة وهران. حيث تم تجنيد أعداد كبيرة من الأعوان بالزيين الرسمي والمدني، إلا أنه لم يتم تسجيل أي حادث، باستثناء ذلك المواطن الذي اقتحم القاعة قبيل اختتام التجمع في حدود الساعة السابعة والنصف مساء، وأخذ يصرخ بأن ’’الجزائر لا تعيش أزمة وأن بوتفليقة وفّر السكن والعمل للمواطنين’’، ثم انصرف. ولقد جرى التجمع وسط حضور متواضع، بسبب ’’تماطل مصالح ولاية وهران التي نندد بسلوكها هذا الذي يتكرر كل مرة، مما منعنا من الإعلان عن التجمع’’ كما قال قدور شويشة أحد منشطي التجمع.

وتناوب على الخطابة أربعة ضيوف من مصر وتونس والمغرب وسوريا، قبل أن يتدخل الأستاذ بوشاشي ليعرض ’’الاستثناء الجزائري في الربيع العربي’’. وسرد المحامي التونسي أنور الباسي عضو مجموعة الـ 25 تجربة الثورة التونسية وقوة التحدي والإصرار الذي أبداه الشعب التونسي لطرد الدكتاتور زين العابدين بن علي وحاشيته. وتناول أيضا التحديات والرهانات التي تنتظر التونسيين. ثم تطرقت المصرية سالي إبراهيمي، منسقة شبكة حقوق الإنسان العربية، إلى دور شبكة الانترنيت في حمل ثورة الشباب المصري، وأكدت أن الشبكات الاجتماعية ليست هي التي قامت بالثورة في مصر وإنما كانت أحد وسائلها. وأكدت أن مطلب التغيير ورحيل النظام ظهر في مصر منذ سنوات عديدة. ومن جهته، شرح ممثل الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة (الشفافية) كيف تبنى الشارع المغربي المطالب التي كان الذين يرفعونها في السابق يزج بهم في السجون. وأكد أن الشارع المغربي الذي يحتله شباب تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة، يرفع بوعي كبير مطالب التغيير التي ناضلت من أجلها الأجيال السابقة. وأضاف أنه لا يمكن تحقيق التغيير المنشود بالعمل الجمعوي المنفرد.

أما السيد عدنان بوش ممثل اللجنة السورية لدعم التغيير، فأثارت مداخلته صمتا رهيبا في القاعة من بشاعة ما رواه حول ’’همجية النظام السوري الذي بدأ مواجهة مطالب الشعب بتقتيل الأطفال’’. وقال السيد عدنان ’’إننا نطالب من العالم أن يتضامن معنا على الأقل أن يرمى السوريون بالرصاص المطاطي وليس بالرصاص الحي’’. وأضاف ’’نعرف أن بشاعة النظام السوري تواجهها المنظومة الدولية باحتشام لأنه يحمي استقرار إسرائيل’’. وشرح المتحدث أن سوريا تختلف عن كل الدول العربية، فلا توجد فيها أحزاب ولا إعلام ولا نقابات ولا مراسلين أجانب ’’إننا نعيش تحت سطوة نظام مغلق، بلغت وحشيته حد تقتيل أكثر مما قتل في الحربين ضد إسرائيل في شهرين فقط. إن أكثر من 18 مليون مواطن سوري يعيشون خارج بلادهم في المنفى’’. ومن جهته، تناول الأستاذ بوشاشي ’’الاستثناء الجزائري’’ في الثورات العربية، وقال أن ’’النظام الجزائري مبني على سلطة قرار متوزعة، لكنها تتفق في إرشاء الشعب لكي تضمن استمرارها’’.

11-06-2011